كشفت إحدي الدراسات العلمية البريطانية عن ان مشاهدة الاطفال للتليفزيون وراء إصابة الكثير منهم بأمراض كثيرة كالبدانة والسكر وتدهور الابصار واضطرابات النوم التي تعوق عملية النمو.. ورغم كل هذه المخاطر الا ان اطفالنا يقضون ساعات طويلة أمام التليفزيون خاصة في إجازة الصيف مما يفقدهم الوقت الكافي لممارسة النشاطات التي تنمي مواهبهم وقدراتهم الشخصية.
فكيف يمكن تجنب ادمان اطفالنا لمشاهدة التليفزيون ومحاولة تحفيزهم لشغل أوقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة.
تقول الدكتورة نادية باسم.. الاخصائية النفسية بالمجلس القومي للأمومة والطفولة.
مع الوصول إلي المراحل النهائية من الدراسة.. فإن معظم الاطفال يقضون وقتا اطول أمام التليفزيون يزيد عما يقضونه في فصولهم الدراسية.. وفي الحقيقة أن مشاهدة التليفزيون تعد أكثر النشاطات التي تستهلك وقت الطفل باستثناء النوم.. ففي الاجازة الصيفية يجلس الطفل هو وأخوته في البيت في ظل غياب الأم في عملها ولانهم غير مصرح لهم بالخروج من المنزل حفاظا علي سلامتهم.. وبالتالي يصعب عليهم داخل المنزل ممارسة مجموعة من الانشطة التي يرغبون فيها وبالتالي تصبح مشاهدة التليفزيون هي الوسيلة الوحيدة للتسلية وقضاء الوقت ويصبح الطفل متلقيا لكل البرامج التي يقدمها التليفزيون دون تمييز بما يناسب مرحلته العمرية سواء في الطفولة أو المراهقة.
ولذلك هناك عدة ارشادات لتساعد الطفل علي تعليم العادات السليمة لمشاهدة التليفزيون.
أولا.. لابد من وضع حدود للمشاهدة.. فعلي الأم أن تعرف مدة الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة التليفزيون وألا تتردد في تخفيضه حتي لا تطوله التأثيرات السلبية لساعات المشاهدة الطويلة.. فالكثير من الاطفال لن يقلع عن مشاهدة التليفزيون ولكن علي الآباء ان يحددوا فترات المشاهدة لهم من ساعة إلي اثنين فقط يوميا.
ثانيا.. الحد من اثر التليفزيون في البيت.. فيجب ألايتم تشغيل التليفزيون اثناء تناول أفراد الأسرة لوجبات الطعام.. أو يتم تكديس أثاث حجرة المعيشة حول جهاز التليفزيون مع تجنب وضع اجهزة التليفزيون في غرف النوم الخاصة.. حيث يعمل ذلك علي خلق عزلة بين أفراد الأسرة عن بعضهم البعض ويقلل من التفاعل بينهم.
وسائل مفيدة للتسلية
من الممكن ان يتم استبدال دور التليفزيون بوسائل تقنية أخري مثل استخدام جهاز الفيديو في تسجيل البرامج أو مشاهدة الأفلام المؤجرة - لذلك لابد ان يبحث الآباء في المكتبات المجاورة عن كتب ارشادية حول أفلام ومسلسلات الأطفال.. فهناك الكثيرمن المكتبات المحلية التي يتوافر فيها مواد تعليمية.. وإذا لم ترغب في مشاهدة طفلك لقناة تليفزيونية معينة.. فاسأل المختص بتشغيل تلك المحطات حول كيفية تشفيرها.
تضيف.. علي الأم والأب ألا يجعلا مشاهدة التليفزيون وسيلة للثواب والعقاب.. فمثل هذه الممارسة ستجعل التليفزيون يبدو في نظر الاطفال أكثر أهمية من حقيقته.
أيضا لابد من مساعدة الاطفال في فهم ما يشاهدونه من خلال المشاركة معهم في المتابعة واستخدام بعض مشاهد البرامج كوسيلة للتعبير عن مشاعرك حول الموضوعات الصعبة مثل الحياة العائلية والسلوك والعمل ولإيضاح المواقف المعقدة.. فلابد من تعليم أولادنا كيف يمكنهم أن يسألوا ويتعلموا مما يشاهدونه.
من المهم ان يشجع الآباء والأمهات أبناءهم علي ممارسة الانشطة داخل البيت وخارجه.. بإقامة الرحلات واستخدام الألعاب وممارسة الرياضة والهوايات والقراءة والأعمال الروتينية ويمكن تحديد أمسيات لممارسة أنشطة خاصة بالأسرة.
كذلك تلعب النوادي ومراكز الشباب دورا كبيرا في مساعدة الأطفال علي التخلص من عادة مشاهدة التليفزيون وأعتقد أن هناك نوادي بأجر رمزي للأسر محدودة الدخل.
في نفس الوقت تمثل شكلا من أشكال الرقابة علي الأبناء.. لذلك يمكن للأم ان تلجأ إليها وهي مطمئنة لما يدور بها من نشاطات تحفز ابناءها علي التحرر من الضغوط وإخراج الحركة التي لديهم في ممارسةالرياضة فالطفل في مرحلة النمو لديه طاقة لابد ان تخرج.. بدلامن الاصابة بالبدانة والأهم تنشيط المخ وتنمية نواحي الابداع.. فالحركة عموما تساعد المخ في إفراز مواد مضادة للاكتئاب.
وهناك دور آخر يقع علي المجتمع فلابد ان يضع المسئولون ورجال الأعمال في أجندة أعمالهم تخصيص أماكن يستطيع فيها الأطفال ممارسة هواياتهم المختلفة واستخراج طاقاتهم الكاملة.
رقابة الأهل
وتقول الدكتورة ليلي عبدالوهاب.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها: في فصل الصيف.. يقضي الأطفال فترات طويلة أمام التليفزيون فلو ان الأم موجودة فهي تقوم بعمل نوع من الكنترول علي أنواع مشاهدتهم.. أما إذا كان الأب والأم يعملان فيكون التليفزيون هو الوسيلة الوحيدة للتسلية وهو ما نلاحظه عندما يسهر الاطفال لساعات طويلة أمام التليفزيون وهو يمثل ضررا صحيا واجتماعيا عند الطفل.
لكن للأسف الشديد الواقع يؤكد ان الأم تتعمد دفع أبنائها لمشاهدة التليفزيون لالهائهم عنها لكن من الأفضل ان تساعدهم للاشتراك في ناد أو ارتياد منتزه عام إذا كانت الحالة المادية بسيطة.. فالمهم ان يخرج الطفل ما لديه من طاقة وإبداع وإمكانياته الخاصة أمام شاشة التليفزيون.
والأم تستطيع مساعدة الابناء في الاقلاع عن مثل هذا النوع من الإدمان بالتقليل من الاعتماد علي صور التليفزيون الجاهزة الصنع.. لأن ذلك يتيح له الفرصة بأن يطور الصور الداخلية في عقله مع التعبير عنها بصورة سليمة.. كذلك إعداد برنامج ينمي عادة القراءة للطفل.. ويمكن ان نبدأ بقراءة الكتب التي تحتوي علي بعض الصور ثم ننتقل إلي الكتب التي لا تحتوي علي صور ويجب ان تكون القراءة يوميا علي ان يزيد عدد صفحاتها تدريجيا.
ويمكن ايضا الاتجاه لممارسة برامج رياضية مختلفة لتزيد من قدرات الطفل علي الاحتمال والتركيز فمثلا علي سبيل المثال.. عندما تجلس طفلة صغيرة لتمارس رياضة السباحة أو إحدي الهوايات.. فهي بذلك تنمي من قدراتها علي الصبر والتركيز فيما تفعله.
ويا حبذا لو ان تفتح المدارس أبوابها في الاجازة الصيفية وتقدم للتلاميذ برامج ترفيهية مختلفة لتساعدهم علي ملء وقت فراغهم بشكل صحي ومفيد.