من اسماء الله الحسنى
ذوالجلال والإكرام".. من أسماء الله الحسني أي الذي له كل الشرف وكل الكمال. وله وحده الكرامة. فالجلال له في ذاته. والكرامة فائضة منه علي خلقه.
ولقد كانت مشكلة الكفار علي عهد رسول الله "صلي الله عليه وسلم" إنهم لم يدركوا حقيقة الله عز وجل. ولم يتعرفوا عليه كما أخبرهم في كتابه العزيز. فراحوا يتخيلون إلهاً علي هواهم. ويتصورونه بالشكل الذي يناسبهم. فقد روي أن بعض المشركين واليهود جاءوا إلي النبي "صلي الله عليه وسلم" وقالوا:
صف لنا ربك. فإن الله أنزل نعته في التوراة. فاحترنا من أي شيء هو.. ومن أي جنس هو؟ من ذهب هو أم نحاس أم فضة؟ وهل يأكل ويشرب؟. وممن ورث الدنيا؟ ولمن يورثها؟
وعندئذ أنزل الله تعالي قوله: "قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد" الإخلاص: .41
فحاشا لله أن يكون كما يزعم هؤلاء. فهو الإله العظيم. الأول الذي ليس قبله شيء. والآخر الذي ليس بعده شيء. وهو الظاهر والباطن. وهو المبديء والمعيد الذي خلق الخلق ورزقهم.
والله "ذو الجلال والإكرام" هو الذي كتب علي كل خلقه الفناء. وكتب علي نفسه البقاء. فهو غير ما يتصور هؤلاء. وأبعد ما يكون عن تصورهم.
قال تعالي: "كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام" الرحمن: 26. .27
والله "ذوالجلال والإكرام" سبحانه ذوالعظمة والكبرياء. وذو الرحمة والجود والإحسان. المكرم لأوليائه وأصفيائه الذين يجلونه ويعظمونه. ويحبونه. قال عز من قائل: "تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام". الرحمن:78 والمتأمل لقوله تعالي الوارد في هذه الآية الكريمة يجد أن الله تعالي أثني علي نفسه بما هو أهل له. لكي يثني عليه عباده. وينزهوه عن كل نقص و عجز. ولا يكون ذلك مجرد كلام. ولكنه يكون بالقلب الخاشع الذي يخشي الله.